يتضمن برنامج الدورة الرابعة (من 2 إلى 4 أكتوبر 2015) للملتقى الوطني " أيام فاس السينمائية " ، المنظمة من طرف جمعية المواهب الشابة بدعم من الجماعة الحضرية ولجنة دعم تنظيم المهرجانات والتظاهرات السينمائية وجهات أخرى ، احتفاء تكريميا بالممثل والمخرج المسرحي والسينمائي والتلفزيوني إدريس الروخ يتم خلاله توقيع كتاب " ولد البلاد " عن حياته وأعماله الفنية . فيما يلي ورقة عنه أعدها الناقد والصحافي السينمائي أحمد سيجلماسي بهذه المناسبة :
إدريس الروخ :
حضور فني متعدد الوجوه
على امتداد ما يقارب العقدين من الزمان ، استطاع الممثل والمخرج إدريس الروخ ، من مواليد مكناس يوم 5 يوليوز 1968 ، أن يبصم بحضوره الملحوظ ساحة فنون الفرجة ببلادنا ، فهو من الفنانين الشباب القلائل الذين تمكنوا في وقت قياسي ، وبتدرج ، من أن يفرضوا وجودهم في التشخيص والإخراج والإقتباس وتنفيذ الإنتاج والكتابة الدرامية وغير ذلك من جوانب العملية الإبداعية في المسرح والسينما والتلفزيون .
وهذا ليس غريبا على فنان عشق التشخيص منذ نعومة أظافره وحاول وتمكن ، رغم ظروفه الإجتماعية والإقتصادية غير المريحة ، من أن يحظى بتكوين أكاديمي رصين في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط وفي الكونسيرفاتوار الوطني العالي للفن الدرامي بباريس ، الشيء الذي صقل موهبته الفنية وفتح أمامه آفاقا واسعة لاحتراف مهن فنية متكاملة فيما بينها ومكنه من إيجاد موطىء قدم محترم بين أقرانه من الفنانين الشباب والمخضرمين والرواد .
لم يقتصر إدريس الروخ في ممارسته للتشخيص والإخراج والتأليف والإقتباس وتنفيذ الإنتاج على المجال المسرحي ، بل تجاوزه إلى مجالات السينما والتلفزيون ، خصوصا بعد التجربة المعتبرة التي راكمها طيلة اشتغاله مع مخرجين مغاربة وأجانب ، وبعد الورشات التكوينية التي استفاد منها بباريس وبالخصوص ورشة كتابة السيناريو من تأطير جاك دوايون ، حيث اشتغل كممثل مع العديد من المخرجين السينمائيين المغاربة كمحمد اسماعيل (أوشتام – وبعد) وعبد الحي العراقي (401 دقة – جناح لهوى) وحسن بنجلون (أصدقاء الأمس – درب مولاي الشريف) ونور الدين لخماري (النظرة – كزانيكرا) وسعيد الناصري (عبدو عند الموحدين) وأحمد بولان (ملائكة الشيطان) وزكية الطاهري وزوجها (نامبر وان) ومحمد مفتكر (براق) ومحمد اليونسي (ألو 15 – بن إكس) ومريم باكير (أكادير بومباي) وحميد بناني (الطفل الشيخ) وحسن لكزولي (العجل الذهبي) وإدريس المريني (عايدة) و ياسين فنان (كريان بوليود) ... والأجانب كالأمريكي ستيفن جاجان (سيريانا) والمكسيكي أليخاندرو جونجاليس اناريتو(بابل) والأمريكي كافن هود (تسليم) والألماني مايكل دريهر (حياة مزدوجة لدانيال شور) والفرنسي جان جاك أنو (ذهب أسود) والأمريكي شين كوليت (خونة) وبول جرينجراس (منطقة خضراء) وغيرها ، وشخص أدوارا مختلفة ومركبة أحيانا أظهرت لحد الآن جزءا فقط من إمكاناته التعبيرية بجسده وكلامه وحركاته وقسمات وجهه ، حيث شاهدناه في أدوار الشرير والسلطوي والعنيف ، كما شاهدناه في أدوار المغلوب على أمره ، وفي أدوار كوميدية وغيرها ، سواء في الأفلام المغربية المختلفة التيمات أو في أفلام الحركة والمغامرات وغيرها التي صورت جزئيا أو كليا من طرف أجانب ببلادنا ، وفي كل هذه الأدوار كان مقنعا بدرجات متفاوتة من عمل لآخر بتفاوت قدرات مخرجي هذه الأعمال في إدارتهم له وبتفاوت طبيعة الأدوار المسندة له وحجمها . فموهبته وجديته جعلتا العروض تنهال عليه من هنا وهناك ، الشيء الذي أكسبه خبرة بالبلاتوهات وكواليس السينما والتلفزيون وآليات اشتغالهما ، ولعل هذا ما جعله من حين لآخر ينتقل من أمام الكاميرا الى خلفها .
من أعماله الغزيرة ، كممثل ، نشير أيضا إلى الأفلام السينمائية القصيرة " الطاكسي الأبيض " لجمال السويسي و " الشامبرا " لرشيد الشيخ ... والأفلام التلفزيونية " الجاسوس " لحكيم نوري و " أمواج البر " لمحمد اسماعيل و " أسرار صغيرة " لعزيز السالمي و " أصدقاء من كندا " لمحمد كغاط و " الصالحة " لكمال كمال ... ، و المسلسلات " دواير الزمان " لفريدة بورقية و " حب المزاح " لشكيب بنعمر و " خلخال الباتول " لجمال بلمجدوب ... ، والسلسلات " لابريكاد " لعادل الفاضلي و " كل يلغي بلغاه " لبوبكر مكوار و " بنات لالة منانة " (الجزء الثاني) و " زينة " لياسين فنان... ومن إبداعاته الشخصية ، كمخرج ، نشير إلى أنه كتب وأخرج للمسرح سنتي 2004 و 2005 مجموعة مسرحيات من قبيل " بلادي " و " الرقصة الأخيرة " ... كما أخرج للسينما الأفلام القصيرة التالية : " الضربة القاضية " (2006 ) و " رقصة الريح " و " صوت مزدوج " (2008 ) ، وهذا الأخير إخراج مشترك بينه وبين رشيد زكي . فيما يتعلق بالتلفزيون أخرج ادريس الروخ فيلمين طويلين هما " صفي تشرب " و " الغريب " ، وسيتكوم " كلنا جيران " (الجزئين الأول والثاني ) ومسلسل " حبال الريح " ...